ها قد انتهت العطلة الصيفية وولت أفراحها. فأخذت المدرسة تتأهب لقبول أبنائها. و بات هؤلاء يستعدون للقائها بعد طول فراق ,يهزهم الشوق إلى ساحاتها و جدرانها و معلميها
و في صباح اليوم الموعود , انتشروا في الطرقات حتى ضاقت الرحاب بجموعهم و امتلأت بضجيجهم. و كانت المدرسة في انتظارهم فدخلوها مسرعين مستبشرين , كل منهم يبحث عن خليل له ليسلم عليه و يعبر له عن أشواقه و حنينه , و يقص عليه أخباره و أحداثه
و سريعا ماأقبل التلاميذ بعضهم على بعض, متحلقين. فهذه حلقة سمير, وقد دار حوله رفاقه . وهو يروي لهم كيف قضى عطلته الجميلة
و يصف لهم نزهاته الجميلة في جبال عين دراهم بين غاباتها الكثيفة الظليلة, و مياهها الجارية الصافية. و تلك حلقة سليم و قد اتجهت إليه الأنظار. و هو يحدثم عن جولة ممتعة , زار خلالها , صحبة عائلته, جزيرة جربة الساحرة, و قراها الساكنة, وسواحلها الهادئة